nono7578 مراقب عام
عدد المساهمات : 417 نقاط : 7350 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 12/04/2009 العمر : 36 الموقع : www.nono7578.skyrock.com المزاج : bon vivant
| موضوع: نصائح لتجنب انفلونزا الخنزير الأربعاء 6 مايو - 11:49 | |
| إلى حدود الساعة، لا يكاد يعرف عموم المغاربة الشيء الكثير عن مرض «أنفلونزا الخنازير»، ويجهلون تماما كيفية التعامل معها في حالة ما إذا وصلت إلى المغرب. لا أحد يعرف أين يمكنه أن يطلب الأقنعة الواقية التي تقول وزيرة الصحة إنها وفرتها لحوالي ثلاثة ملايين مواطن، كما لا أحد يعرف أين يمكنه أن يطلب عقار «الطاميفلو» الذي «شاط» لحكومة جطو من «أنفلونزا الطيور». الأطباء والممرضون في المستشفيات لم يخضعوا لدورة تدريبية لمعرفة كيفية التعامل مع المصابين. ونهاية هذا الأسبوع التقيت صديقين جاء أحدهما من باريس فيما جاء الآخر من مدريد، وعندما سألتهما هل مرا عبر جهاز كاشف للحرارة في المطار، استغربا سؤالي وأجابا بأنهما دخلا المغرب بشكل عادي ولم تكن هناك أية إجراءات لأخذ حرارتهما أو حرارة المسافرين الذين قدموا معهما على متن الطائرتين. والحكومة نفسها لن تجتمع حول هذا الموضوع سوى اليوم الاثنين. وفي الوقت الذي غابت فيه وزيرة الصحة عن الظهور، رأينا تقريبا عبر شاشات القنوات الدولية كل وزراء الصحة في العالم يخرجون بين نشرة أخبار وأخرى لإعطاء الرأي العام آخر المستجدات والاعتراف بآخر الإصابات المسجلة لديهم. وفي أمريكا، يظهر الرئيس بنفسه لكي يعطي آخر المستجدات حول انتشار الداء. وحدها حكومات العالم العربي ظلت غائبة ومنتشية من كون «أنفلونزا الخنازير» لم تطرق أبوابها بعد. وهي الحكومات والدول التي لم تخترع بعد شيئا اسمه «الأمن القومي»، والذي رأينا رئيسه في الولايات المتحدة الأمريكية يأخذ مكان الرئيس نفسه لكي يتحدث للأمريكيين عن الداء الجديد ومخاطره على الأمة الأمريكية. وبالنسبة إلينا في المغرب، فأول شيء يجب أن نعرفه حول هذا الداء الجديد هو الإحاطة بطرق الوقاية من الفيروسات المتنقلة والتي تهدد الصحة العامة يوميا. وبغض النظر عن التهديد الحقيقي الذي يمثله هذا الفيروس القاتل فالمغاربة مجبرون اليوم أكثر من أي وقت مضى على تعديل سلوكياتهم الاجتماعية والتخلي تماما عن بعض العادات حتى يقللوا من فرص نقل عدوى فيروسات الأنفلونزا والأمراض المعدية بكل أنواعها إلى بعضهم البعض. أول شيء تنصح به منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأنفلونزا القاتلة هو تجنب المصافحات والقبلات والعناق، وتجنب لمس الأنف والفم، وتفادي الزحام في المحطات والأسواق والأماكن العامة. كما تنصح بغسل اليدين بالصابون لأكثر من مرة في اليوم، فاليد هي الناقلة الأولى للفيروسات والبكثيريا. وربما يجهل كثيرون منكم أن البكثيريا التي توجد فوق مكتبه تفوق بحوالي 400 مرة عدد البكثيريا الموجود فوق غطاء المرحاض. لحسن الحظ أن أغلب البكثيريا التي توجد فوق مكاتبنا غير مؤذية للصحة. ونحن المغاربة بسبب عادات الترحاب والضيافة المتجذرة في جيناتنا نعتبر واحدا من أكبر الشعوب «البواسة» في العالم، بحيث نقضي دقائق طويلة كل يوم في توزيع القبلات وتبادل العناق مع معارفنا وأصدقائنا، وأحيانا مع أناس نلتقي بهم لأول مرة. وهذه عادة سيئة يجب على المغاربة أن يقطعوا معها، أو على الأقل أن يقللوا منها تفاديا لتنقل الفيروسات والميكروبات من شخص لآخر. فهناك مغاربة «اللي ضربهم ضربهم على البوسان»، ويمكن أن تلتقي بأحدهم في الصباح فيضربها لك بأربع «بوسات» من الحنك، وإذا قدر الله وصادفته في المساء فإنه يعيد الكرة من جديد ويبوسك أربع مرات، وكأنه يراك بعد طول غياب. والحمد لله أن المغاربة «يتباوسون» من الحنك للحنك، وليسوا مثل العمانيين الذين «يتباوسون» بإلصاق بعضهم لأنوفهم فوق أنوف البعض. هكذا تكون العدوى أسهل ولا تحتاج إلى تعقيدات للوصول إلى الجهاز التنفسي. أما المصافحة باليد، فحدث ولا حرج. فيمكن أن يكون الواحد منا جالسا في مقهى أو في محطة قطار، فيأتي شخص ويسلم على شخص يعرفه، فلا يكتفي بمصافحة صديقه بل يمد يده إلى كل الجالسين بالقرب منه. وبخصوص اللمس بالأيادي، فلا يجب الحرص فقط على غسل اليدين بعد كل «جولة سلام» مع الأصدقاء والغرباء، بل أيضا بعد كل ملامسة للأوراق المالية البنكية. فحسب آخر دراسة نشرتها مجلة «Microbiologie environnementale appliquée» بعنوان «Survival of influenza virus on Banknotes»، فهناك الملايين من الأوراق المالية «الوسخة» التي تنتقل من يد إلى يد، والتي تحمل على سطحها فيروسات وميكروبات معدية. وبالنظر إلى تزايد أعداد المتعاطين لمخدر الكوكايين، فإن عدد الأوراق المالية التي يستعملها هؤلاء المدمنون كأنابيب لشم المسحوق المخدر أصبحت في تزايد مستمر. وخطورة مثل هذه الأوراق المالية تكمن في احتوائها على إفرازات الأنف حيث تتمركز الفيروسات الناقلة للأنفلونزا. وطبعا، الجهات البنكية التي تمول مثل هذه الأبحاث العلمية لا تصنع ذلك من أجل سواد عيون المواطنين، وإنما فقط لحثهم على تعويض استعمال الأوراق النقدية باستعمال البطاقات البنكية. هكذا تستفيد البنوك من عائدات استعمال البطاقات البنكية والعمولات الضخمة المترتبة عن سحب المال من الشبابيك واستعمال البطاقة في دفع فواتير المشتريات. وبما أن عادة غسل الأيادي لازالت غير منتشرة عندنا، فإن الواحد منا يكون معرضا لمصافحة أيادي لزجة «تتملص» من كثرة إفرازات العرق، لا تعرف أين تجولت في جسم صاحبها قبل أن يحطها عليك. ولهذا تنصح منظمة الصحة العالمية بضرورة حث الأطفال على عادة غسل الأيادي لأكثر من مرة في اليوم. أما نحن فلسنا بحاجة إلى نصائح منظمة الصحة العالمية لحماية أيادي أطفالنا من الميكروبات بالماء، لأن ديننا الحنيف حثنا قبل قرون على غسل اليدين والأطراف والوجه خمس مرات في اليوم. وهذه العملية تسمى الوضوء، وهي دليل آخر لأصحاب القلوب المرجفة على أن الإسلام بأركانه صالح لكل زمان ومكان. ويكفي فقط تطبيق فروضه وسننه لكي نحصل على مواطن نقي البدن نظيف الملبس صافي الذهن متوازن الروح. فأول شرط في العبادات هو الطهارة، طهارة البدن والمكان. وهذه الطهارة التي نص عليها ديننا الحنيف قبل قرون طويلة هي تماما ما تنص عليه تقارير ونصائح منظمة الصحة العالمية منذ إنشائها في القرن الماضي. وبخصوص تفادي الزحام، فهذه قضية عويصة في المغرب، بحكم أننا نحن المغاربة معروفون بحبنا الكبير للزحام، وإذا لم يكن الزحام موجودا فإننا نبذل مجهودا من أجل صنعه. والمغرب هو الدولة الوحيدة التي من الممكن أن تشاهد فيها المسافرين يتدافعون ويدوسون أحذية بعضهم البعض أمام باب مقصورة القطار، بينما أبواب المقصورات الأخرى فارغة. ومن بين المناظر الغريبة التي نشاهدها يوميا في محطات القطار تسابق المسافرين على الصعود بمجرد ما تنفتح أبواب القطار، رغم أن المنطق والنظام يفرضان إفساح المجال للراكبين لكي ينزلوا أولا من القطار. كما أن تطبيق نصيحة منظمة الصحة العالمية بترك مسافة مترين على الأقل بينك وبين الآخرين، ستكون مستحيلة في المغرب. فهناك أشخاص لا يستريحون إلا إذا جلسوا ملتصقين بالآخرين. ومنا من يدخل مقصورة قطار أو مقهى فيترك كل الأماكن الفارغة ولا يستريح إلا إذا جلس قبالتك أو ملتصقا بك. وهذه معاناة تعرفها النساء والفتيات أكثر من أي رجل. هناك، إذن، عادات اجتماعية تعود عليها المغاربة يجب أن يعاد فيها النظر مع كل هذه الأوبئة التي تتهدد العالم. فإشاعة السلام التي يتحدث عنها ديننا الحنيف، تحمل مفهوما كونيا وعميقا للسلام ولا تقتصر فقط على «التهباز» في عباد الله طيلة اليوم وتوزيع القبل واللعاب ذات اليمين وذات الشمال بلا مناسبة. كما أن حسن الضيافة الذي اشتهر به المغاربة لا يعني أن يدمن الواحد منا مد يده مصافحا كل من صادفه في الشارع. كما أننا محتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضى للاستماع إلى نصائح منظمة الصحة العالمية التي تنصح بتجنب «تخوار» الأنف، وعدم البصق في الأماكن العامة، لأن هذه العادات السيئة هي أقرب قنطرة لنقل الفيروسات نحو الأجهزة التنفسية للآخرين. هل تعرفون أن هناك قانونا في مدونة اجتماعية يعاقب على البصق في الأماكن العامة يوجد في أرشيف مجلس المدينة بالدار البيضاء عمره 73 سنة. كما يوجد في نفس المدونة فصل خاص يعاقب على نشر الملابس الداخلية في الشرفات والنوافذ. يريدون استيراد قوانين ومدونات من الخارج، في الوقت الذي توجد لديهم قوانين جزرية في صالح المجتمع والصحة العامة لا يعرفون حتى بوجودها. | |
|