سلام الله عليكم زوار، رواد ، اعضاء ومشرفي منتدى التنمية البشرية
انه من الصعوبة بما كان ان نمتلك قلوب الآخرين، بل إنه كثيراً ما يكون هذا الفعل محفوفاً بالمخاطر، فالناس محبون لذواتهم بالفطرة، وهذا الحب يجعلهم يهتمون بها أكثر من أي شيءٍ آخر، كما أنهم يتوقعون أن يمنحَهم الآخرون اهتمامًا يوازي هذا الاعتناء بالذات.
ولحلِّ هذه المعادلة الصعبة، أي اكتساب حبّ الآخرين، وفي نفس الوقت إشعارهم بحبِّنا لهم ، فيج أن نرى في التعامل مع الناس وبناء عَلاقاتٍ جيدة معهم " فنّ" ، له أصول وقواعد أهمها:
1- إشعار الناس بأهميتهم:
يعني أن تقنع نفسك بأن كل الناس مهمون ، لأن أكثر الناس قدرةً على التأثير في الآخرين "هم أولئك الذين يؤمنون بأهمية هؤلاء الآخرين" ، وإشعار الناس بأهميتهم يتطلب الاستماع إليهم، وملاحظة ما يقومون به ، وإبلاغِهم بالانطباعات الإيجابية، التي كونتها عنهم
2- اجعل شخصيتك جذابة:
يمكن تحقيقه هذا المبتغى من خلال التحدث في الموضوعات التي تهم الآخرين، وليس فقط الموضوعات التي تهمنا نحن ، إضافةً إلى الثقة بالنفس ، وعدم التردد ، فالناس تنجذب نحو من يعرفون طريقهم وأهدافهم ، كما يتطلب الأمر مصافحة الناس بثباتٍ وحزمٍ غيرِ مُبَالغٍ فيه، والحفاظ عند التحدث على نبرةِ صوتٍ تُعبِّر عن الثقة، وصدق المشاعر، والتفاؤل، والمظهر اللائق .
ولكي تكونَ شخصيتك جذابة فأنت تحتاج كذلك إلى مُتابعة الآخرين، وهم يتحدثون، وعدم الانشغال عنهم بالنظر إلى الأرض ، وعدم التحدث بما يكرهون، ومراعاة التخفيف عند زيارة أحد الأصدقاء أو الزملاء في منزله ، والإنصات والصبر على الآراء والأفكار التي تختلف معها
3- تكوين انطباعٍ أوليٍّ جَيّد:
من المهم جدا أن نعطيَ الناسَ انطباعًا جيدًا عن أنفسنا وبسرعة ، وإلا فإننا نخاطر بأن يتم تجاهلنا وعدم الاهتمام بنا، وبالتالي الخروج من قلوب الناس قبلَ النفاذ إليها، والتربع على عرشها. هذا الانطباع يمكن أن يتكوّن من خلال تبادلِ التحية، وإفشاء السلام، وبشاشة الوجه، وإرسال نظراتٍ دافئة وودودة، مُشبَعة بالتقدير إلى الآخرين؛ مما يجعلك تنفذ إلى قلوبهم ، لكن ذلك كله يبقى رهنًا بتقييمك لنفسك ، فإذا كنت ترى نفسك فاشلاً فهذا يعني أن الناس سيعتبرونك فاشلاً، ويتعاملون معك على هذا الأساس .
4- الصداقة السريعة:
ويمكن تعريفها على انها اختراق قلوب الآخرين، والاستحواذ على مودتهم بسرعة، ومن النظرة الأولى ، وهو ما يتطلب عدم الخشية، أو الخوف من أن يقومَ الطرفُ الآخر بصدِّك ، فالأمر يحتاج إلى أخذ المبادرة ، وأن تضعَ في اعتبارِك أن معظمَ الناسِ توّاقون إلى الوُدِّ والصداقة مثلك ، لكن يجب في الوقت ذاته أن تحذرَ من امتهان نفسك في سبيل الحصول على وُدِّ الآخرين .
5- انتقاء الكلمات الجيدة:
الكلمات المُنتقاة تنقذ المواقف، وتنفذ إلى القلوب نفاذَ السهم الذي يعرف طريقه جيدًا ، فيذوب القلب وصاحبه، وينصهر حبًّا بسبب كلماتٍ قليلة ، ولذا إن لم تكن من أصحاب الكلمات المُنتقاة فعليك أن تحفظَ كلماتٍ جيدة لتستخدمَها عند الحاجة ، وتُخطِّط لذلك جيدًا، خاصةً إذا كان لسانُك سريعَ الطلقات ، مدفعًا رشاشًا لا يطلق إلا كلَّ سوء. ويفضل استخدام كلماتٍ دافئةٍ وبسيطة؛ كي يصبحَ الحديث وُديًّا، وترك الشخص الآخر يتحدث عن نفسه وإنجازاته، وألا تفرض نفسك وحديثك عليه، وعدم رفع الصوت دونَ داعٍ أثناءَ الحديث، ومراعاة الأوقات التي يكون فيها الصمت أكثر نفعًا أو أقلّ ضررًا من الكلام
6- جذب الآخرين نحو وجهة نظرك:
من الطبيعي أن تصادفَ رأيًا مُعارضًا لك ، والتغلُّب علي هذا الرأي لا يكون بالتهديد والوعيد والسخرية ، وإنما يحتاج الأمر إلى الاستماع والإصغاء الجيد لما يعرض الطرفُ الأخر من وجهة نظر، ولا تقاطعه أثناءَ عرضه، وأعد عليه بعضَ النِقاط التي قام بعرضها ، وإذا انتهى اسأله إذا كان هناك ما يحب أن يضيفَه ، واجعله يشعر بأنك مهتمٌ بوجهة نظره تماما
7- امدحْ الآخرين واثنِ عليهم:
إن المدح والثناء ، إذا ما كان صادقًا ، فإنه يُحدث سِحرًا في القلوب ، فالجميع يستجيب له، ويسعد به، وتهيم روحه في السماء من فرط الرضا والانبساط ، وهذا يتطلب أن يكون مدحك للناس صادقًا، وأن تعبِّرَ عنه بوضوحٍ وبلا تردد ، وأن تخصَّ كل فردٍ يستحق المدح بالإشادة ، وأن تبحثَ لدى الآخرين عن أشياء تستحق الثناء.
8- انقُدْ وتآلفْ مع من ينقدك لكن دون حرج:
النقد نوعان الأول يتناول كيفية تقبُّل نقد الآخرين لنا ، فيما يتحدث الثاني عن الأسلوب اللائق لنقد الآخرين.
فأما النقد الإيجابي لتقييم ذاتك ، فاحرص عليه وابتعد عمن يلجأ إلى النقد السلبي؛ حتى لا تصاب بالإحباط والسلبية"، واطلب من الناس مقترحات يحبون أن يساندوك بها ، واحرص على الإنصات لهم، والتفكر في مقترحاتهم، ونقدهم، واشكرهم على ذلك.
وأما أما فيما يتعلق بنقد الآخرين ، فيجب أن يكون ذلك سرًّا – قدر المُستطَاع وأن يكون بالكلمة الرقيقة الطيبة ، وأن يُركِّزَ على نقد العمل، وليس صانعه، وأن يكون رقيقًا في كلامه ، وأن يتضمنَ النقدُ تقديمَ الحلول، كي لا يكونَ نقدك سلبيًّا بلا هدف