lمعدلة تعديلا من طرف المشرف benzineb-hamza
جيب عليها الدكتور عبد الرحمن عويس الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف
الجواب: الحديث مع فتاة على الإميل حرام شرعًا؛ وذلك للأدلة التالية:
أن الحديث بينهما صورة من صور الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية، وهناك التحذير الشديد "ما خلا رجل بامرأة أجنبية إلا وكان الشيطان ثالثهما".
- هل هذه التي تحادثها هل هي أختك أو زوجتك أو إحدى المحرمات عليك أو هي فتاة أجنبية تعرفت عليها من خلال الشبكة العنكبوتية، بلا شك أنها ستكون غالبًا أجنبية عنك يبدأ الحديث في موضوعات عامة ثم يستدرج الشيطان الإثنين إلى الحديث في كلِّ الموضوعات بما فيها الأحاديث الحرام.. فهل ترضى لنفسك أن يكون هناك حديث على شبكة المعلومات بين أختك أو أمك أو ابنتك وأجنبي يُخاطبها بمثل ما تخاطب به الأخريات؟!.
- إن الحديث مدخل لإقامة علاقة صداقة بريئة، كما يحلو للبعض أن يصفها أو إقامة علاقة غرامية بين هذا الفتى وتلك الفتاة، وقد يصل إلى درجة أن يُفتن كل واحدٍ منهما بالآخر، فأي علاقة حب أو مودة أو زمالة أو غرام مع فتاة أجنبية حرام شرعًا؛ لأنك تستمتع بما لا يحل لك حتى وإن كانت المتعة مجرَّد مشاعر وأحاسيس هذا العمل إنه دور القلب وعمله في جريمة الزنا والعياذ بالله، ففي الحديث الصحيح وأصله في صحيحي البخاري ومسلم أيضًا من طريق ابن عباس: ما رأيت أشبه باللمم مما قال أبو هريرة: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ الله كَتَبَ على ابن آدم حظه من الزنا: أدرك ذلك لا محالة, فزنا العين النظر, وزنا اللسان النطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يُصدِّق ذلك أو يُكذبه فدور القلب في النفس التي تتمنى وتشتهي فما تشتهيه النفس هذا حظها ونصيبها في جريمة الزنا فهل انتبهنا إلى هذا.
- ومن خلال التقنية الحديثة من الممكن أن يرى كل واحدٍ منهما الآخر ويسمع صوته ويشاهد صورته ويستدرج الشيطان الاثنين حتى يهوى بهما إلى الحضيض، فمن خلال الويب كام أو كمرا النت تحدث الكثير من المصائب والبلايا والفضائح التي نسمع عنها، وكانت بدايتها بريئة، كما يحلو للبعض أن يصفها فهل هذا حلال أو حرام.
- ما الثمرة الحقيقية التي تعود على المتحدث من خلال النت مع الفتيات، والتي ينتفع منها في أمرِ دينه أو دنياه.. هل تعلمه علمًا أو يعلمها إياه هل يُحفِّظها آياتٍ من القرآن لو أنه يفعل ذلك فهذا حرام شرعًا، فالخلوة بالأجنبية حرام حتى وإن كان يعلمها القرآن هذا إذا ما كان يظن بأنه من الممكن أن يعلمها القرآن، وهذا ما لا يحدث قطعًا على الماسنجر.
وإنما معظم الحديث يدور حول الحبِّ والعشقِ والغرامِ وهو جزء من جريمة الزنا، كما بينت ذلك الأحاديث أو أنه من اللغو الذي لا فائدةَ منه ولا خيرَ فيه.
ولقد بينت آيات القرآن بأن على المسلم أن يبتعد عن اللغو ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وإليك بعض هذه الآيات: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)﴾ (سورة النساء).. ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ(2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3)﴾ (سورة المؤمنون).. ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)﴾ (الفرقان).. ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ(55)﴾ (القصص).
وأما عن حكم التعرف على فتاة من خلال النت ثم الزواج منها بعد ذلك فأقول: "إن هذا من مداخل الشيطان ليبرر للشاب إقامة علاقات مع الفتيات عن طريق النت بحجة أنه يريد الزواج منها بعد ذلك مثله في ذلك مثل مَن يُقيم علاقات صداقة أو زمالة مع الفتيات في الحي الذي يسكن فيه أو في العمل أو في الجامعة بحجة أنه من خلال ذلك يبحث عن واحدةٍ تناسبه لتكون له زوجة بعد ذلك.
إن الإسلام لا يعرف مثل هذا النوع من العبث واللهو بأعراض المسلمين، فمَن يُرد الزواج فعلاً فهناك طرقه الشرعية من النظر إليها ثم القيام بخطبتها من وليها، وفي فترة الخطوبة ومع وجود الأهل يتم التعارف بين الاثنين.
ولكن التعارف مع الفتيات على الماسنجر بحجة البحث عن زوجة، فبالإضافة إلى ما ذكرناه من قبل من الآثام والخطايا المترتبة على الدردشة بين الفتى والفتاة من خلال الماسنجر، نُضيف لمَن يظن بأنه من الممكن أن يحصل على زوجةٍ صالحةٍ له من خلال الماسنجر نقول له بأن هذا اختيار غير موفق؛ وذلك للأسباب التالية:
- إنك تخاطب إنسانًا لا تراه، فالكذب والخداع والغش والتدليس كل ذلك أمور ممكنة، إنك تخاطب جهاز الكمبيوتر، والزواج قائمٌ على أُسسٍ ثابتة تبدأ بأن يرى كل واحد منهما الآخر.
- أضف إلى هذا أنك لا تعرف في أي بيئةٍ نشأت هذه الفتاة، هل تعرف عن أهلها شيئًا هل تعرف شيئًا من عاداتها وعادات أهلها من الممكن أن تكون من وسط يختلف عنك تمامًا في كل شيء، بل من الممكن أن تكون من بلدٍ آخر يبعد عنك آلاف الأميال واللقاء بينكما يكاد أن يكون مستحيلاً فلن تجنى إلا الحسرات.
- كل واحدٍ من المتحدثين عنده قناعة تامة بأنه يقضي مع الآخر وقتًا للتسلية وليست لديه الجدية إطلاقًا في الزواج من خلا هذه الطريقة، فهو على قناعةٍ بأنَّ مَن يحدثه على النت لا يصلح أن يكون الزوج المناسب أو لا تصلح أن تكون الزوجة المناسبة، فهو مجرَّد وقت بينهما للتسلية، ومن عند الرغبة الفعلية في الزواج فله طرق أخرى يلجأ إليها الطرفان أليست هذه هي الحقيقية؟