rahimo مدير
البـلـد : عدد المساهمات : 1350 نقاط : 10225 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 10/04/2009 العمر : 37 المزاج : كيفما توحبون
| موضوع: زلات لسان ام زلات افكار ؟ السبت 29 مايو - 12:47 | |
| ان فكرة زلات اللسان معروفة لدينا جميعا , وبخاصة منها الزلات التي تبدو كما لو انها تزيح الستار عن معنى لاواع , اي تلك المعروفة باسم الزلات الفرويدية . هناك فكرة سائدة بين الناس مفادها ان فرويد هو الذي اكتشف هذا النوع من زلات اللسان . لكن فرويد لم يكتشفها . احد الامثلة التقليدية التي قدمها فرويد يتناول رئيس مجلس النواب النمساوي الذي افتتح الجلسة بالاعلان ان الجلسة قد اختتمت , برأي فرويد ان الرئيس كان يتمنى في اللاوعي لو ان الجلسة لا تنعقد . من وجهة نظر العقل الواعي والمعاني المقصودة , تعتبر زلات كهذه بمثابة الاخطاء , هناك زلات اخرى تعتبر اخطاء عادية او اغلاط لغوية , كالاخطاء التقليدية الناجمة عن السهو التي تدعى عادة بالاخطاء السبونرية , على اسم رجل الدين والعالم البريطاني وليام ارشيبالد سبونر ( 1930-1844 ) . لا شك في ان بعض الزلات لا تعدو كونها اخطاء من هذا النوع يمكن تفسيرها لغويا على انها غلطة الية ناجمة عن السهو , لكن ليس كل الزلات . فالأخطاء السبورنية والانواع الاخرى من الزلات اللفظية الناشئة عن اغلاط الية لا تتكون من المادة المناسبة في العقل الاواعي . ان تعبير ( زلة افكار ) الذي اقوم انا باستخدامه , مأخوذ عن تعبير زلة لسان بالمعنى الفرويدي . ورغم ان كلا التعبيرين يتضمن فكرة كشف معنى لا واع , الا انهما ليسا متماثلين . فزلات اللسان تتسم الى حد كبير بزلات في المعنى تتناول كلمات مفردة . نرى في المقابل ان زلات الافكار تكون اكثر شمولا من الناحية اللغوية وقد تتطلب تعابيرا معقدة وجملا باكملها , وقصصا متكاملة للتعبير عن المعنى المزدوج فيها , انها ليست من حيث الواقع زلات بأي شكل من الاشكال , وهي تقوم على اساس معان متوازية . انها ما اسميته بالكلام العميق الذي يكشف معنى لا واعيا . حتى الزلات الفرويدية , شانها شان الاغلاط الكلامية الالية البسيطة , لا تتكون من المادة المناسبة . تتسم الاساليب التي تعمل بها عقولنا بالغرابة . لقد راود ذهني تعبير ( زلات الافكار ) لاول مرة عندما كنت افكر مليا في التوريات وزلات اللسان وذلك فيما يخص علاقتها بالعقل اللاواعي . بينما كنت مستغرقا في التفكير , خطرت ببالي الفكرة المماثلة , وهي زلات الافكار . السؤال هو , لماذا تبادر هذا المفهوم الى ذهني في ذلك الوقت بالذات ؟ ... ان تفحص هذا السؤال بايجاز يسمح لنا بألقاء نظرة خاطفة على كيفية نشوء الكلام العميق . اولا , كان تعبير زلة لسان مألوفا بالنسبة لي . ثانيا , ان ترابط الدلالة اللفظية , الذي يرتكز على التشابه المبدئي بين تعبير زلات اللسان وزلات الافكار , يبدو واضحا الى حد معقول , وبخاصة ان كلا النوعين من الزلات يحدثان داخل العقل . كان هناك عامل ثالث عجل بقيامي بالربط بين المفهومين , وهو عامل تعرفت اليه بوضوح لحظة اكتشافه بمجرد ان بدأت التفكير به : عندما خطر ببالي تعبير زلات الافكار , كنت في تلك اللحظة اقلب قصاصات ورقية صغيرة صفراء , بقياس2x3 بوصة , كان من عادتي الاحتفاظ بها دائما كي ادون عليها الافكار والآراء التي كانت تقفز على الدوام في ذهني في اوقات غريبة , كنت فعلا اقلب بيدي قصاصات صغيرة دونت فيها افكاري . ان زلات الافكار لا تحدث فقط خلال الاحاديث العرضية . انها تحدث في البرامج التلفزيونية الاخبارية , وفي البرامج التي تجري فيها استضافة الاشخاص للتحدث معهم كما تحدث في الاعلانات ايضا .
|
| |
|